بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 أبريل 2008

عفوان سيدى الرئيس !!


عفوان سيدى كنت اود أن ابدأ خطابي، كم تملي علينا الاصول، بالسلام و تقديم الاحترامات، و لكنني يا سيدي لا اود أن ابدأ رسالة صريحة بالكذب، حتي و لو كان عرفًا و شريعة وجب احترامها.اكتب إليك يا سيدي و انا ممرور، اكتب إليك و صور كلاب حراستك تملئ فضاء انجمينا من حولي صفعًا و ركلًا و تنكيلًا بمواطنيك. مواطنيك الذين اقسمت امام الله و الدستور و القانون أن تحترم حقوقهم و تمنحهم أمانهم و تقتص للقانون فيهم بما شرعه الله و ارتضاه الناس. و الذي يجري، و هو غير خاف علي علمكم، غير ذلك.لا اكتب إليك باعتبارك ابي، فأنت لست ابي، و لا اظن أنه يسعدك أن اكون ابنك. انت رئيس دولتي، الموظف التنفيذي الاعلي في بلادي. انت المسئول عن كل ما يجري بنا و من حولنا. لا اقول انك عذبت احدًا، و لا اتهمك بسرقة شيء، و لا ازعم انك اغتصبت احداهن. بالطبع لا اقول ذلك لأنني لا اجد اثباتًا عليه، و لكنك، و بعيدًا عن الاستعارات و الكنايات و التشبيهات التي اظن انك تكرهها، مسئول مسئولية الرئيس و مسئولية مسئولية كاملة عن افعال اعوانك سواء امرتهم أم لم تأمرهم، اغترفت معهم أو لم تغترف.حقيقة انا لا اظن أنك كل المشكلة يا سيادة الرئيس، اظن انا انك بعض منها، انت وجه لنظام فاسد متهالك فاسق متهتك غير اخلاقى انت الوجه نعم و لكن هناك ارجل و اذرع و اصابع. ذهابك سيدي الرئيس ربما لن يحل شيئًا، فقد ذهب كوكونى و ذهب حسين هبرى و بقي الشعب التشادى بفقره وتعاسته بالطبع لا اقارنك بكوكونى ولاحسين هبرى فلكل شيخ طريقة، و لكل "فارس" ميدان. كل ما اقصده أن ذهابك إن جاء كتهالك افيال امام بيت الله فذلك مبشر، و أن جاء ذهابك كذهاب النفس إلي ربها—و لم يعد في العمر الكثير يا سيادة الرئيس—تاركة الميراث للهو الاولاد و المريدين و التابعين و لاعبي الترابيز فلا اظن أن هناك شئ طيب سيصيبنا إلا بعض من التفاؤل الابله و قليل من صحة نفسية مفتقدة. لذلك فأنا لا اوافق علي من يرون انك انت المشكلة. نعم انت وجه و رمز، مرساة و علم، و لكنني لا اظن أن في سبك حتي في حالة موتك—و الاعمار بالطبع في يد الله—ينام الحل قرير العين.ما الجديد فيما اقول؟ لا شيء بالطبع، فالقاصي و الداني يعرفه، و سيادتك تعرفه بالطبع. إذن ماذا اريد؟كل ما اريده هو أن اقول لك شيئًا يا سيدي الرئيس. أن من يكرهوك دعنا نقول اغلبهم، حسنًا: أن اغلب من يكرهوك سيدي الرئيس، اغلب من يسبونك و يلعنوك بكرة و اصيلًا، اغلب من يتمنون موتك بالامس قبل الغد، هم ببساطة لا يملكون شيئًا ليخسرونه. اغلب مواطني بلادك و بلادي يا سيدي لا يجدون العيش الذي يليق بآدميتهم. لا يملكون شيئًا و لا ينتظرون شيئًا من احد. إن عاشوا فهم كالمرضي و إن مرضوا فهم اموات. لا يوجد شيء واحد يقنعهم بالبقاء في بيوتهم "مؤثرين السلامة"، لأن لا احد في عهدك الميمون يتمتع بالسلامة للأسف. انت تعلم يا سيدي الرئيس أن شوارع البلد مليئة بالشباب المرتمي علي اركان البيوت الطنيه انت تعلم يا سيدي الرئيس أن اكثرهم يستدين ليجلب السجائر .."وياكل العصيده التى لاتسمن وتغنى من جوع و ليشرب الشاي الرخيص و ليسلي نفسه ببعض الحملقة هنا و هناك، بينما تتجاذب رأسه الافكار ما بين التحول إلي مغتصب صغير أو سارق صغير . لم تعد احلام الناس تتسع للأحجام الكبيرة يا سيدي الرئيس انا في حيرة يا سيدي، لأنك تعلم—و انا اكثر من هذه الجملة لأنك تقول دومًا انك تعلم كل شئ—أن دستور الاستبداد يقوم علي شرط معقود؛ فالناس تدع حكمها للمرء، و المرء يؤكلهم و يشربهم و يحميهم. هكذا كان ديدن معاوية يا سيدي الرئيس، فالرزق يساوي المسئولية، و المسئولية في سلبيتها خوف، و الخوف صديق معاوية و الاستبداد. انا في حيرة لأنك لم تبر بشرط للناس معقود، و تطالب دوما بالطاعة و حسن المآل. كيف ذلك يا سيدي و اغلب الناس—إلا من كان بطلًا—لا تجد شيئًا تخاف عليه؟ لأن الموات اضحي اجمل من الحياة، و الاحلام صارت اقبح من الحقيقة؟و و لكن دورك يا سيدي هو أن تخطط لعدل اجتماعي يعصم الابن من استغلال ابيه. أن تجود التعليم الذي انتج لنا الفشلة، أن توفر فرص العمل التي تفتح البيت و تعصم الفروج من الرزيله وان تتحرى العدل فى العمل والشده فى الرقابه ان يحترم القانون عندما تكون اول من يحترمه. دورك يا سيدي أن لا يصاب احد فينا بسرطان دعمته وزاره حربك أن لا يسرق نقودنا موظفي حكومتك الكبار وانت تعلم من نقصد؟؟؟؟؟؟ أن لا يهين كرامتنا و تستحل نسائنا و يعتقل بنينا و اخوتنا علي يد عسكر فبيلتك وان يسرق اطفالنا أن لا نتحول في كل يوم جديد إلي نسخ شائهة من انفسنا أو من طواغيتك. هذا هو دورك يا سيدي.و حتي اتظاهر ببعض الامانة و هذا صعب و عسير، فسأقول بالطبع أن مشكلتنا هي من صنع يدينا، و كل بلد يستحق حاكمه، فنحن نستحقك كما تستحقنا، و من حقك أن تقول أن ما قلت لا يعنيك في شيء، لأن هذا و للأسف صحيح. صحيح حتي يقضي الله امرًا كان مفعولا.لربما يا سيدي أن اكتشفت الآن انني بالفعل لم آت بجديد، و عذري انني لم اكتب هذا لسيادتك، بل لنفسي. ارجو أن تسامحني علي هذا الخدعة الصغيرة، فالساكت عن الحق شيطان اخرس. و ربما رضيت بكوني شيطانًا، و لكنني لن ارضي بكوني اخرسًا.حسنًا، طال الحديث الذي اعلم انا—هذه المرة—انه بلا طائل، فاعتذر بحرارة لأنني اضعت من وقتك الثمين؛ فوقتي في عهد سيادتكم لم يعد يساوي شيئًا .

هناك تعليقان (2):

رجل طيب يقول...

اخى ادم

ماهذا الابداع ؟؟
صدقنى ياخى ادم هذه اجمل
مقاله قراتها فى حياتى
بارك الله فيك
وشكرا بكل لغات العالم
اخوك .. صالح

adam abdrahman يقول...

اخى صالح
اول شى عندى بعض العتب عليك
وشكرا على هذه المغازله منك
والرساله التى ارسلته لى وصلت
وكانت فى غايه الرقه والجمال
وهذا يدل على ذوقك الجميله
وحسك العالى وشى غير مستبعد
من رجل مثلك

وتقبل كامل احترامى ... اخوك ادم