بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 مايو 2008

ديبي يحتفل بعيد ميلاده السابع والخمسين !!

الرابع من مايو 2008 يحتفل الرئيس ادريس ديبي مع أسرته وأولاده وأحفاده ورجاله بالعيد السابع والخمسين!! ترى لو تحوّلتْ السلطةُ المطلقة إلى شيءٍ يمكن أن نتذوقه، فكيف يعبّر اللسان عنه؟ اليوم الأول في اكتمال العام السابع والخمسين وتبدأ الخطوات الأخيرة في رحلة العودة لما أطلق عليه الشاعر: وكل الذي فوق التراب تراب! شريط طويل يمر أمام الرئيس فيشاهد تفاصيل لا يعرفها غيره، ويعيد القراءة من جديد، وقد يستعين بالضمير محاولا إيقاظه في سباق الصيحة الأخيرة قبل التوبة أو قبل رَكلِ كل قيّم الخير والحب والتسامح والأخلاق. شريط طويل كان الرئيس ديبي فيه هو الآمر والناهي والحَكَم والخصم والجلاد والشيطان والملاك والقاتل والمحقق والسجّان شريط طويل فيه ما تقشر له الأبدان، ويشيب من هوله شعر الجنين، وتتجمد من فزعه الأوصال، وتلتف من فواجعه الساق بالساق.كان يملك تشاد بين إصبعين من أصابعه، وتأتيه كلها خاضعة، خانعة، مطيعة، أو تأتيه مفعمة بأمل وإيمان وتفاؤل وصبر ، لكنه كان يملك كمية من الغرور والطاووسية والكراهية لشعبه وعشق الإذلال وغراماً بتعذيبه يحسده عليه إبليس ونسله.في تسع عشره عاما مَرّ على سجونه ومعتقلاته ربع مليون تشادى وكان دائما يحتفظ بكثير منهم إمعانا في إذلال أهلهم، وحرمان أولادهم منهم. متعة في أسفل درجات الحقد والبغضاء، فتمر الأعوام، والسجين الذي لم يتم عرضه على القضاء يكبر أولاده في غيابه، وتبلل دموع أهله تلك الوجوه البريئة التي تنتظر غداً لا يأتي، وأملا لا يبرق، ودعاء لا يكتمل إلا بغضبة شعبية تأخرت سنوات طويلة.مئات .. آلاف من حالات الانتهاك ، والتعذيب الجسدي، وحرق الأطراف، في مواضع العفة من الرجال، فتتكدس التقارير على مكتبه، وتزداد بهجة تصوراته المريضة بمَشاهد أبناء بلده وهُم معلقون ضحكات الشياطين من المرتزقه والدرفورين وعساكر ومسجلين خطيرين، ينزعون ملابس من كرّمهم الله في الأرض، فرفض الرئيسُ تكريمَ الله للإنسان، وتحدّى العليَّ القديرَ أنْ يفعل بهم إبليس أكثر مما يفعل ديبي نفسه.كان بارعا في اكتشاف اللصوص والنهابين والفاسدين والمجرمين وذوي الضمائر الميتة ليضعهم حوله في الوزارات والمؤسسات، ووضع ثروة وخيرات تشاد بين أيديهم وايدي أبنائه، ونكث وعده بعدما عاهد الشعب أنْ لا تكون هناك ولاية ثالثة، فاستخف قومه في الولاية الرابعهكان كاذبا حتى النخاع، ويقف أمام شعبه مستخفا إياه، ومستحمرا ذكاءه جعل كل من حوله أصفارا متراصة، والشرطة التي كانت في خدمة الشعب أضحت في خدمته وأسرته، والجيش البطل يشاهد ضياع استقلال الوطن في أصغر قراراته، لكنه لا يتحرك.كان عبقريا في اختيار الفاشلين، وجعل المسولين التشادين حزمة من المتخلفين والغوغاء والمعاقين ذهنيا، وشجّع تسميم الأرض الزراعية في دفن نفايات النوويه الفرنسيهفي عهده جعل الصفرَ مرادفا لكرامة التشادين في الداخل والخارج، وتأخر التعليم، وتضاعفت تجارة وتعاطي المخدرات، والرشوة أصبحت ضرورية كالتنفس تماما، والتلوث المائي والهوائي سمة غالبة على سماء و النهر تشاد كلها.في عهده اختفت قيم عزيزة، وأفسح المجال للتطرف والفتنة القابليه ، واحتقر الثقافة والكتاب، جرائم الطاغية ديبي تحتاج لمجلدات ضخمة في كل عام من أعوامه المشؤومة، ولكن يبقى الخطر ماثلا في أشقاء الشياطين الذين يبررون تاريخه الأسود بحجج دينية واهية وكاذبة، أو بالخوف على مصير تشاد صوماليا ، أو بفوضى تضرب الوطن المسكين في مقتل. سياتي يوم شجاعة واحد فقط يعترف بعده الرئيس وهو مكبل اليدين بجرائم سقطت من ذاكرتنا، لكنها لن تسقط من حساب الآخرة، فهو عليه وعلينا ...

ليست هناك تعليقات: